تعريف بالمحافظة

تعتبر محافظة البحيرة من أكبر محافظات مصر مساحة وتتمتع بموقع استراتيجي ها

يحدها :فرع رشيد شرقا. محافظة الإسكندرية ومطروح غربا . البحر المتوسط شمالا . محافظة المنوفية والجيزة جنوبا .

معلومات عن المحافظة

مــساحة المحــافظة : 9122 إلف كم مربع

عدد سكان المحــافظة : 5 مليون نسمة .

 المساحة المأهولة حضر : 405 كم مربع .

المساحة المأهولة ريف : 5385 كم مربع .

 الأراضي الصـحراوية :  3332  كم مربع .

عـــدد المراكـــز : 15 مركز إداري .

عـدد الوحدات المحلية : 89 وحدة محلية .

عـدد العموديان : 530 عمودية .

 عـدد العـــــزب : 6241 عزبة .

تاريخ المحافظة

تعد البحيرة من اعرق محافظات مصر ولذا يقدم  الموقع نبذة تاريخية عن إقليم عريق من أقاليم مصر الغالية ونود أن نشير إلى أن ما سيذكر من معلومات هو نذر يسير عن البحيرة وكفاح شعبها العريق .
كانت البحيرة  في الماضي تسمى مقاطعة بديت التي كانت عاصمة مملكة الشمال وكانت تتكون من عشرون مقاطعة وقد مر بأرض  المقاطعة جميع الأحقاب التاريخية وقد مر بأرضها معظم الفلاسفة ومؤرخو وجغرافيو الإغريق حيث كانت المعابد بمثابة الجامعات الأولى التي استقى منها الإغريق مبادئ العلوم والطب والفلسفة كما حظيت البحيرة بزيارات الرحالة والبحارة والمؤرخين والفلاسفة والسلاطين والملوك والرؤساء

عصر ما قبل الأسرات

شهدت البحيرة أول ثورة في العالم لا في مصر وحدها وهى أول ثورة شعبية على النظام الملكي وذلك عندما تقدم الملك مينا منذ أكثر من خمسة ألاف سنة بجيوشه من الصعيد نحو الشمال لتوحيد الوجهين القبلي والبحري بالرغم من تسجيل الملك مينا انتصارًا غير أن سكان البحيرة أعلنوا ثورتهم على الملكية حيث قام أهالى مقاطعة متليت بتكوين مجلس العشرة الكبار المشكل من عشرة من الأعيان وذلك سنة 633 ق.م وذلك ليمثلوا حكومة المقاطعة

العصر الفرعونى

وعلى ارض مدينة رشيد اقام الملك منفتاح استحكاماته على الضفة الغربية من فرع رشيد شمالا وذلك لصد هجمات الاغريق والصقليين فانتصر المصريون فى اول موقعة حربية بين مصر واوروبا جرت احداثها على ارض رشيد حيث قامت رشيد على أنقاض مدينة بولبتين التى كانت سوقاً تجارية رائجة خاصة فى عهد الاسرة 26 كما اشتهرت بصناعة العجلات الحربية التى ذاع صيتها .

البحيرة ابان حكم الدولة الرومانية

استهل القرن السابع الميلادى والدولة الرومانية آخذة فى الغروب وبلغ الامبراطور هرقل الاكبر من العمر ارذلة فالقى بزمام الحكم الى ابنه الصغير وجعل نيكتاس نائبا عنه وكانت مصر وقتها فى قبضة القائد الرومانى ( فوكاس ) وعقد نيكتاس ( نائب الامبراطور هرقل الاكبر ) العزم على ان ينتزع مصر من قائدها فوكاس وشن الحملة وأخذ الجيش بالزحف حتى وصل الى مومفيس ( شبرا دمنهور ) ومنها إلى مدينة الكريون ( احدى قرى مركز كفرالدوار ) وعندما وصل الى الفرع الغربى للنيل ( فرع رشيد ) سلك الجيش الطري إلى الإسكندرية وقام الجيش بهدم قنطرة دفاشير بالقرب من مريوط وسيطر على الاقليم وتعرف هذه الواقعة بثورة افريقيا والاسكندرية وباتت البحيرة مقبرة للرومان

البحيرة و الفتح الاسلامي لمصر :البحيرة قنطرة الاسلام

كان يوم 9 ابريل سنة 641 م عام 20 هـ بداية انطلاقة هائلة للمسلمين نحو الهدف الذى قادهم من اجله عمرو بن العاص الى مصر ففى هذا اليوم انتهى الحصار الذى ضربه على ( حصن بابليون ) لمدة سبعة أشهر وبعدها ركب عمرو بخيلة عبر الصحراء يريد الاسكندرية مرورا بالعديد من مدن المحافظة منها ترنوط ( الطرانة احدى قرى مركز حوش عيسى ) الذى هزم فيها القائد الرومانى ( تيودور ) ثم قرية الكوم (كوم شريك مركز كوم حماده ) ثم سنطيس بدمنهور ثم حصن الكريون ( والكريون مدينة بالقرب من قرية معمل الزجاج بكفرالدوار ) وهو آخر حصن رومانى قبل الاسكندرية حيث المعركة طاحنة بين الروم والمسلمين وسقط حصن الكريون فى أيدى العرب ثم تم فتح الإسكندرية وعقد المسلمين صلحًا مع المقوس كبير الأقباط والحاكم العام باسم الروم فى الإسكندرية ثم اتجه نحو الشرق على ضفاف النيل حتى وصل الى اخنا ( ادكو ) وتم الصلح مع حاكمها وكذلك تم مع حاكم رشيد مما يعنى ان موقعة الكريون سنة 20ه كانت فاصلة بين دولتين .

البحيرة فى العصر الحديث

كانت البحيرة دوما الدرع الاولى فى الدفاع عن مصر كلما شن عليها العدو غارة من البر او البحر ففى الثانى من يوليو سنة 1798 نزلت جنود نابليون يحتلون مدينة الاسكندرية بطلب النجدة فتلقى كاشف البحيرة رسائل من أهل البحيرة بطلب النجدة فزحف عربان البحيرة على ظهور خيولهم دفاعا عن الاسكندرية فشدو بذلك ازر أهل الإسكندرية ولكنهم لم يصمدوا أمام جنود نابليون ؛ أما حكومة مصر فكان زمامها فى أيدى الدخلاء الغرباء لا بأيدى أهلها .
وبدء جنود نابليون فى تنفيذ خطة الاحتلال وسار جنرال دوجا من الاسكندرية وعبر ابى قير وبغاز ادكو حتى وصل الى رشيد واحتلها وترك مينو حاكما عليها وكانت مهمته اخماد ثورة الاهالى وحماية بغاز رشيد من غارات الانجليز اما الجيش الفرنسى سلك طريق البر ومر فى محاذاة ترعة المحمودية مرورًا بالمواقع الاتية : البيضا والعكريشة والكريون والعوجة وبركة غطاس إلى أن انقض الاهالى على جنود نابليون بعد ابتعاده عن الكريون بمسافة فرسخ فقتلوا ما قتلوا من الجنود فلم ينقذجنود نابليون إلا قذائف المدفعيه ثم توجهت كل فرق نابليون إلى الرحمانية فأحتلتها ثم توجهت إلى منية سلامه التى تقع على الضفة اليسرى لفرع رشيد بين الرحمانية وشبراخيت حيث التقا الاسطول الفرنسى بقوات مراد بك فتجمهر الاهالى على الضفتين متسلحين فاغرقوا خمسة سفن للفرنسيين ولكن هذا لم يمنع هزيمة مراد بك وعدت معركة شبراخيت اول انتصار لنابليون على المماليك فى 13 يوليو من عام 1798 ومضى الفرنسيون فى زحفهم الى القاهرة وكانت أشد مقاومة شعبية من أهالى ام دينار فى معركة الاهرام .

الثورة على نابليون فى ادكو وادفينا ودمنهور وعلقام

بعد انكسار الاسطول الفرنسى فى موقعه ابى قير البحرية على ايدى الانجليز ازداد الحماس فى نفوس المصريين فاندلعت الثورة من جديد فى رشيد وما حولها فاسرعت الحملة الفرنسية وقدمت الثوار للمحاكم الصورية واتهمت مشايخ ادكو وادفينا بالتحريض على هذه الثورة فأعدموا رمياً بالرصاص ولم ينقضى شهر حتى رفعت دمنهور علم الثورة فقامت قوة فرنسية من رشيد الى الرحمانية ومنها الى دمنهور وسبق زعماء الثورة الى ساحة الشرف والفداء ساحة الاعدام رميا بالرصاص وعندما اوفد نابليون ياوره ( جوليان ) من القاهرة برسالتين احداهما الى ابى قير والاخرى الى كليبر خرجت به السفينة فى فرع رشيد حتى وصلت الى علقام ( احدى قرى كوم حماده ) فهجم عليهم الفلاحون هجمة رجل واحد وقتلوهم حتى لم يبق منهم جندى واحد فامر نابليون بحرق قرية علقام فلم يبق منها دياراً
وانقضى عام 1799 والثورة ضد الفرنسيون تندلع تباعا من البحيرة وشتا ارجاء مصر وما تزال الاسكندرية ورشيد والبحيرة مراكز الانفجارات الثورية حتى انه بعد مغادرة نابليون لمصر سرا وتولى كليبر قيادة الحملة فى مصر اصدر الاخير تعليمات تغير التقسيم الادارى لمصر ولاول مرة جعل الاسكندرية ورشيد والبحيرة قسما واحدا عاصمته الاسكندرية بغية احكام السيطرة على الاقاليم .

لماذا 19 سبتمبر عيدًا قوميًا للبحيرة :

التاسع عشر من سبتمبر – هو يوم من أيام بطولاتنا و أمجادنا في محافظة البحيرة .. هو يوم فخار سجله شعب محافظة البحيرة في رشيد .. حين هب أبناء هذا الوطن يدفعون قوي البغي و يقاومون ضراوة الغاصب المستعمر الغازي. هو يوم رحل فيه الإنجليز عن مصر بعد هزيمتهم علي ارض البحيرة في رشيد .. في معركة يحكيها التاريخ التاسع عشر من سبتمبر سنة ألف و ثمانمائة و سبع. ف ” فريزر” هو قائد جيش الإنجليز في حملة استعمارية أرادت بريطانيا أن تحقق بها نفوذها علي وادي النيل و كانت تأمل بها تأمين الطريق إلي الهند بعد أن أدركت خطورة موقع مصر منذ حملة نابليون علي مصر.. و كانت تأمل أيضا إغاظة تركيا (كانت مصر إحدى ولاياتها آنذاك) لان تركيا كانت متعاطفة مع فرنسا في صراعها ضد انجلترا.و وجهت انجلترا أسطولها الذي احتوي علي 25 سفينة تحمل ما يزيد علي سبعة آلاف مقاتل بقيادة الجنرال فريزر حيث نزلت هذه القوة غرب الإسكندرية ( العجمي ) يوم 17 مارس 1807 و تقدمت القوة المعتدية و استولت علي الإسكندرية يوم 21 مارس بسهولة و يسر بسبب خيانة حاكمها التركي آنذاك ” أمين أغا ” ثم عزم علي التحرك للاستيلاء علي مصر , حيث أنقذ فريزر كبير قواده الجنرال “ويكوب” علي رأس قوة من 2000 من جنوده يوم 29 مارس لاحتلال رشيد. و لم يكن محمد علي حاكم مصر في ظروف تمكنه من مواجهه قوات الحملة, حيث كان مشغولا في حروبه مع المماليك و استطاع محمد علي ان ينتصر عليهم مستعينا بقوة شعب البحيرة في معركة دمنهور ثم بمعركة النجيلة ( كوم حمادة ) ثم إذا ما انتقلت معاركه مع المماليك إلي الوجه القبلي داهمته الحملة الإنجليزية و هو في أسيوط.و هنا وجد الشعب المصري نفسه مسئولا عن حماية ترابه الوطني و الزود عن حماه , لاسيما بعدما شاهد خيانة الحاكم التركي بالإسكندرية فتأهب أبناء رشيد و محافظها حينئذ علي بك السلانكلي و كان رجلا شجاعا غيورا فقرر الجهاد لحماية مدينته و اتخاذ عددا من القرارات الحاسمة فأمر بأبعاد مراكب التعدية إلي البر الشرقي للنيل ( رشيد في الغرب ) حتى لا يفكر الجنود في الهروب عند المواجهة. و قرر الاستعانة بالأهالي في الدفاع عن المدينة , فلا يجعلهم بمعزل عن الأحداث و بني خطته علي ان يلتحم الجند بالأهالي فيكونون وحدة واحدة في الزود عن الحمي.. فدخل في كل بيت جندي من جنود رشيد , و أمر ألا يبدأ القتال إلا إذا أصدر لهم إشارة إطلاق النار .. و لما وصل الإنجليز إلي رشيد و لم يجدوا مقاومة في مداخلها ظنوا انسحاب حاميتها فدخلوا إلي شوارعها مطمئنين , لكنهم فوجئوا بإصدار الأمر بالقتال فاقتحمهم الرصاص من كل ناحية و من النوافذ و من السطوح و سقط الكثير منهم قتلي , و دب الرعب فيهم و لاذ منهم بالفرار عدد كبير و قد خلفوا وراءهم 170 قتيلا و بينهم قائدهم ويكوب و 250 من الجرحى و 120 أسيرا . فسجل التاريخ لأهل رشيد هذا الانتصار العظيم الذي رفع معنويات شعب مصر في كل الأنحاء.

معركة الحماد

و حاول الجنرال الانتقام فكلف ” فريزر ” مساعده الجنرال سنورات بالزحف إلي رشيد من جديد فتحرك في 12 ابريل علي رأس 4000 مقاتل مزودين بالمدافع و الأسلحة و الذخائر عند الحماد جنوبي رشيد و عسكر بقية الجيش جنوب و غرب رشيد لحصارها و راحوا يضربون رشيد بالمدافع بقسوة و وحشية و قامت معركة حامية في الحماد قتل فيها 416 إنجليزيا و أسر 400 غيرهم. فانسحب الإنجليز من رشيد متجهين إلي الإسكندرية في سرية فتعقبهم المصريون.
و صار حاكم مصر محمد علي بجيشه من إمبابة إلي الرحمانية ثم دمنهور حيث وصل إليها في 12 أغسطس 1807 و أبرم معاهدة صلح مع الجنرال شروبك في 14 سبتمبر تم بمقتضياتها جلاء الإنجليز عن مصر مقابل استرداد أسراهم و جرحاهم و تم رحيلهم في 19 سبتمبر . و بذلك طويت صفحة مشرقة من صفحاته لأبناء رشيد و أبناء البحيرة. و يحق لشعب البحيرة أن يخلد هذا النصر العظيم من يوم 19 سبتمبر عيدا قوميا. تهنئة إلي شعب البحيرة في عيدها القومي و تحية إلي مدينة رشيد في ذكري انتصارها العظيم